«بروكنغز»: أزمة مجموعة «بن لادن».. هل تمثل مرآة للسعودية؟

الأربعاء 4 مايو 2016 09:05 ص

تشهد أكبر شركة إنشاءات في الشرق الأوسط، مجموعة «بن لادن» السعودية، ورطة كبيرة. مع تأثر الاقتصاد السعودي بفعل انخفاض أسعار النفط فإن مجموعة «بن لادن» قد شرعت في تسريح عشرات الآلاف من العمال. كانت الشركة قد تعرضت أيضا إلى ضربة قوية في وقت سابق حين تم استخدامها ككبش فداء لحادث الرافعة الذي وقع في مكة المكرمة العام الماضي.

قام «محمد بن لادن»، وهو مهاجر يمني من محافظة حضرموت، بتأسيس الشركة في عام 1931. تولت الشركة مسؤولية العديد من البنى التحتية في المملكة على مدار ثمانية عقود بما في ذلك الطرق السريعة والمطارات، والقصور الملكية. تولت الشركة أيضا مسؤولية توسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة عدة مرات، إضافة إلى عدد آخر من المشاريع الضخمة التي جعلت الشركة حليفا ليس فقط للعائلة المالكة ولكن أيضا للمؤسسة الدينية. قام العاهل الأردني الأسبق، الملك «حسين»، بدوره بالتعاقد مع شركة «بن لادن» من أجل تجديد قبة الصخرة في الحرم القدسي (بحكم إشراف الأردن على المقدسات الإسلامية في فلسطين). وقد عمل «أسامة بن لادن» في الشركة قبل أن تتبرأ أسرته منه بسبب مواقفه المناهضة للسعودية.

أكبر المشروعات التي تتولاها الشركة اليوم هو مشروع برج جدة. ومن المقرر أن يكون البرج محورا لمنطقة حضرية جديدة خارج جدة، الميناء الرئيسي للمملكة على البحر الأحمر. ومن المقرر أيضا أن يصبح البرج أطول مبنى في العالم بارتفاع 1 كيلومتر. وتجري الآن أعمال الإنشاءات في البرج ومن المنتظر أن يتم الانتهاء منها في عام 2020.

ولكن الشركة ليس لديها الآن ما يكفي من المشروعات لإبقائها قيد التشغيل. وبحسب ما ورد هذا الشهر، فإنها تستعد لتسريح 77 ألفا من الموظفين الأجانب من أصل 200 ألف من القوة العاملة للشركة. الكثير من هؤلاء لم يتقاضوا رواتبهم خلال الأشهر الماضية وقد رفضوا العودة إلى ديارهم دون الحصول على أجورهم. وقد تعرضت بعض ممتلكات الشركة للتخريب خلال هذه الاحتجاجات. وقم تم السماح لـ12 ألفا من أصل 17 ألف موظف سعودي بالرحيل أيضا، الكثير منهم هم من المهندسين والفنيين المهرة. نادرا ما تتحدث مجموعة «بن لادن» عن مشاكلها، ولكن ديون الشركة تقدر بحوالي 30 مليار دولار.

في 11 سبتمبر/أيلول الماضي، سقطت واحدة من رافعات البناء المملوكة للشركة في المسجد الحرام في مكة المكرمة بسبب عاصفة، مما أسفر عن مقتل 111 شخصا. تسببت هذه الحادثة في إحراج الملك نظرا لأنه هو خادم الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو مسؤول عن ضمان الأمن فيهما. وقد أسهم حادث التدافع خلال موسم الحج، والذي أودى بحياة الكثيرين، في زيادة هذا الحرج. وضعت الحكومة قيودا على سفر المسؤولين التنفيذيين في مجموعة «بن لادن» وحظرت منح عقود جديدة للشركة لأجل غير مسمى.

وعلى الرغم من السنوات الطويلة من العلاقة الوثيقة مع آل سعود، فإن مجموعة «بن لادن» دخلت في ورطة مع الملك بسبب حادث الرافعة. ومن غير الواضح ما إذا كان الملك سوف يقبل بإعادة تأهيل الشركة.

الملك «سلمان»، ونجله الطموح نائب ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، يعرفان جيدا أن اقتصاد المملكة في ورطة. دولة الرفاه التي خلقت خلال سنوات الوفرة النفطية لم تعد مستدامة مع انخفاض أسعار النفط. وقد أعلنت البلاد خطة طموحة لخفض اعتمادها على النفط ولكنها لم تكشف إلى الآن عن الكثير من التفاصيل.

تعكس الاضطرابات التي تشهدها مجموعة «بن لادن» اضطرابات أكبر حجما في المملكة التي تواجه تحديات غير مسبوقة. قد تكون مجموعة «بن لادن» أكبر من أن تفشل تماما، ولكنها ربما تحمل نذيرا لمستقبل المملكة نفسها.

  كلمات مفتاحية

السعودية مجموعة بن لادن حادث الرافعة الاقتصاد السعودي

«بن لادن» تخير السعوديين بين الاستقالة أو الانتظار لصرف مستحقاتهم

«التقاعد» تمهل «بن لادن» شهرين لاستئناف العمل في مشروع مركز الملك عبدالله المالي

«التايمز»: الإفلاس يهدد مجموعة «بن لادن» السعودية

«المتحدة للتأمين» تتسلم بلاغا عن حادثة سقوط الرافعة يخص «مجموعة بن لادن»

أمر سام بإعادة تصنيف «بن لادن» وعودتها للعمل بالمشروعات المتوقفة في السعودية

السعودية.. «بن لادن» تثمن خطوة إعادتها للنشاط وتعد بتصحيح سريع لأوضاعها

«العمل السعودية»: «بن لادن» ستصرف رواتب 10 آلاف من عمالها خلال مايو

«مجموعة بن لادن» تقترض 2.5 مليار ريال من البنوك المحلية لسداد مستحقات الموظفين

«بن لادن» السعودية تفوز بعقد بناء مبنى ركاب في مطار المالديف بـ800 مليون دولار

المصارف وشركات التأمين والعقارات أكبر المتضررين من أزمة العمالة في السعودية