أثار وزير عراقي سني، حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إثر رفضه التعليق على تكدس الجثث تحت الأنقاض في مدينة الموصل.

وتداول مغردون، مقطع فيديو، لوزير التخطيط العراقي والتجارة بالوكالة «سلمان الجميلي»، وهو يرفض الرد على سؤال لمراسل شبكة «رووداو» الإعلامية، حول جثث المدنيين التي لا تزال تحت الأنقاض في مدينة الموصل.

وقال «الجميلي» المنتمي إلى المكون السني عن اتحاد القوى العراقية، في رد على سؤال وجهه موفد الشبكة إلى عمان، على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية: «هسه مو وقتها.. مو وقت هذا السؤال (الوقت ليس مناسباً لهذا السؤال)».

واستنكر مغردون تصرف الوزير، مبدين استغرابهم من عدم مبالاة «الجميلي» لقضية تتعلق بأرواح المدنيين، واتهموه بأنه استهان بالأرواح وأسقط نفسه في رذائل الأخلاق، ولم يكن قدر المسؤولية المكلف بها.

فيما اتهمه مغردون، بأنه أحد أذناب إيران، ما جعله يستهين بالقتلى السنة في المدينة العراقية، متسائلين: عن الوقت المناسب للسؤال والحصول على الإجابة.

بيد أن الوزير، ظهر في مقطع فيديو آخر، قال فيه إن الإعلامي اقتطع جزء من الحوار.

وأشار إلى أنه تحدث مع مراسل الوكالة في عدة نقاط أخرى، متعلقة بأمور اقتصادية واجتماعية خاصة بالشأن العربي، مضيفا: كان هذا آخر سؤال له، ولكن كان الوقت أدركني، وأريد العودة إلى القاعة، فكانت إجابتي لهذا الغرض.

وأضاف: «لا أحد يزايد علينا، وعلى قضية الموصل، ونحن نعتبر القصف جريمة يحاسب عليها المسؤول»، مشيرا إلى أن الحكومة لن تصمنت عن هذا، وهناك لجنة تحقيق في الأمر.

والسبت، أعلن «التحالف الدولي»، أنه فتح تحقيقا في تقارير تحدثت عن مجازر جماعية بحق المدنيين في الموصل جراء غارات نفذتها طائراته، في الوقت الذي أعربت «الأمم المتحدة» عن قلقها البالغ إزاء تقارير تحدثت عن وقوع خسائر بشرية كبيرة في الموصل.

وأبدت مسؤولة كبيرة في «الأمم المتحدة» صدمتها من بيانات حول خسائر فادحة في الأرواح، بعد انتشار معلومات حول انتشال فرق الدفاع المدني العراقي والأهالي جثث 500 مدني قتلوا خلال الأيام الماضية بقصف طيران «التحالف الدولي».

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، الجمعة، إن فرق الدفاع المدني والأهالي، انتشلوا جثث 500 مدني قتلوا خلال الأيام الماضية بقصف طيران «التحالف الدولي» لأحياء في الموصل الجديدة، وبعد أن طالب مجلس قضاء الموصل الجمعة، بإعلان مدينة الموصل منطقة منكوبة وفتح تحقيق بالمجازر التي ارتكبت فيها، مؤكدا أن ما تعيشه الموصل مأساة حقيقية.

وأضاف: «يجب أن يتوقف القصف العشوائي لطائرات التحالف على غرب الموصل، مطالبا بإعادة النظر في الخطط العسكرية في غرب المدينة».

جاء ذلك بعدما أوقعت غارات نفذتها طائرات «التحالف الدولي»، الخميس، مستهدفة 3 منازل في منطقة الموصل الجديدة، 230 قتيلا غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من استعادة النصف الشرقي للمدينة ومن ثم البدء قبل أكثر من شهر بعملية أخرى لاستعادة الشطر الغربي للمدينة، الذي يمتاز بضيق أزقته واكتظاظه بالسكان.

يذكر أن الموصل ذات كثافة سكنية سنية وتعد ثاني أكبر مدن العراق على بعد 400 كيلومتر شمال بغداد وسيطر عليها «الدولة الإسلامية» في صيف عام 2014.