كشفت وثيقة سربها موقع «ويكيليكس» ضمن آلاف الوثائق المسربة لمراسلات وزارة الخارجية السعودية، كشفت ارتباط السياسي المصري «مصطفى الفقي» بالسفارة السعودية في مصر، وذلك بكتابة تقارير دورية على ما يبدو.
وفي التسريبات جاء اسم «الفقي» في عدة وثائق مرسلة، من السفير السعودي في مصر «أحمد قطان» إلي وزير الخارجية آنذاك «سعود الفيصل» حول تقارير رفعها «الفقي» إلي السفارة السعودية في مصر.
كما حملت إحدث الوثائق المسربة، رفع تقارير «الفقي» من «سعود الفيصل» إلي الملك الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز» للإطلاع عليها.
وحول تفاصيل التقارير التي أرسلها السفير «قطان» إلي «سعود الفيصل»، حمل التقرير الأول الذي كتبه «الفقي» لصالح السفارة بعنوان «مصر في دوامة العنف» بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني 2013، إضافة إلي تقرير آخر بتاريخ 10 يناير/كانون الثاني 2013 حمل عنوان «الإخوان وقضية فلسطين»، وكذلك تقرير آخر بعنوان «التصريحات القديمة للرئيس مرسي».
بدوره، مرر وزير الخارجية «سعود الفيصل» تقارير «الفقي» إلى العاهل السعودي «عبدالله بن عبدالعزيز»، وأظهرت الوثيقة أن التقريرين المرسلين هما «مخاوف 25 يناير 2013»، و«التصريحات القديمة للرئيس مرسي».
الفقي: مجرد أبحاث
من جهته، قال «مصطفى الفقي» المفكر السياسي، إن ما رود في موقع «وكيليكس» من تقارير أعدها تحت عنوان «مخاوف 25 يناير» و«أزمة التصريحات القديمة لمرسي»، هي «مجرد أبحاث ودراسات تحليلية تختص بالشؤون الخارجية والعلاقات الدولية ومصادرها معلنة للجميع وليست خفية».
وأوضح «الفقي» في تصريحات خاصة لـ«الشروق» المصرية، السبت، أن «تلك الدراسات التحليلية الموجودة في برقية عليها شعار المملكة العربية السعودية من وزير الخارجية السابق سعود الفيصل لخادم الحرمين الشريفين تشمل دراسة وتحليل معلومات وليس تقارير معلوماتية»، مشيرا إلى أن «الفرق كبير وكان لا بد من توضيح ذلك الأمر».
وقال «الفقي» إنه يقوم منذ سنوات بإعداد دراسات تحليلية عن الأوضاع الداخلية والعربية، ونشر معظمها في الصحف، وأرسل صور منها لمن يطلب، وأهمها السفارة السعودية بالقاهرة، والتي لديها سفير قدير للغاية لا يحتاج إلي دعم، ولكن وجهات النظر المختلفة تثري التحليل والدراسة. بحسب قوله.
وكانت منظمة «ويكيليكس» قد نشرت الجمعة 19 يونيو/حزيران، أكثر من 60 ألف برقية ديبلوماسية مسربة من السعودية وقالت في موقعها على الإنترنت إنها ستنشر نصف مليون برقية أخرى خلال الأسابيع المقبلة، في وقت اعتبر فيه مؤسس ويكيليكس «جوليان أسانج» أن «السعودية خطر على نفسها وعلى جيرانها».
وأعلنت «ويكيليكس» أنها ستشرع في وقت قريب في نشر حوالي نصف مليون وثيقة مسربة من وزارة الخارجة السعودية، تكشف فيها جانبا من عمل السفارات السعودية في مختلف دول العالم، مضيفة أن الوثائق التي ستنشر ستضم ملفات تدرج ضمن خانة «سري للغاية» وتعليمات صادرة عن الدولة السعودية، بما فيهم وزارة الداخلية، وجهاز الاستعلامات بالمملكة.
واعتبر «جوليان أسانج» مؤسس «ويكيليكس»، أن «هذه التسريبات تكشف النقاب عن إحدى أكثر الديكتاتوريات الغامضة عبر التاريخ»، بحسب تعبيره، وتابع أن هذه التسريبات تتزامن مع احتفال السعودية بالذكرى 100 لتأسيسها، والتي «تشكل تهديدا لذاتها وللدول المجاورة لها».
وحملت الوثائق، التي لم يتسن لـ«الخليج الجديد» التأكد من صحتها، شهادات مؤسسات رسمية سعودية، وبعضها يحمل أختام «سري» أو «عاجل»، وحملت واحدة من هذه الوثائق المنشورة، على الأقل، عنوان السفارة السعودية في واشنطن.